تطورات جديدة في قضية اختفاء مروان المقدم.. اعتقال شاهد متهم بالتزوير وإثارة الجدل

Article Image

شهدت قضية اختفاء المواطن المغربي مروان المقدم، الذي اختفى في ظروف غامضة أثناء رحلته عبر عبارة "أرماس" المتجهة من ميناء بني أنصار نحو إسبانيا يوم 20 أبريل 2024، تطورات جديدة بعد اعتقال شخص قدم نفسه كـ"شاهد" زعم امتلاكه فيديو يوثق لحظة تعرض المقدم للاعتداء، قبل أن يتبين – وفقاً للسلطات القضائية – أن شهادته "مبنية على افتراءات".  


تفاصيل الاعتقال والجلسة الأولى  

تم اعتقال الشاهد بعد تحقيقات أجرتها الشرطة القضائية بالناظور، بالتنسيق مع النيابة العامة، حيث تبين أنه لا يمتلك أي وثائق تثبت وجوده في أوروبا، كما ادعى. وخلال الجلسة الأولى، التي حضرها محامون عن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان (المتبنية للقضية)، طرح القاضي سؤالاً جوهرياً على المعتقل: **"هل تمتلك وثائق إقامة في أوروبا؟"**، ليجيب بالنفي، مما أثار شكوكاً حول مصداقيته.  


ووفقاً للمحضر القضائي، فإن الشاهد زعم أنه أراد "تقديم الفيديو للسلطات"، لكن التحقيقات كشفت أنه لم يسلم أي دليل ملموس، بل حاول خداع عائلة المقدم عبر إعطائهم "يوسبي" فارغاً. وأكدت مصادر قضائية أن المتهم اعترف أثناء الاستماع إليه بأنه "لا يملك أي فيديو"، مما دفع النيابة العامة إلى اتهامه بـ"الإدلاء بشهادة زور" و"إهانة الضابطة القضائية".  


تساؤلات تلوح في الأفق

القضية، التي أثارت الرأي العام المغربي داخلياً وخارجياً، تترك وراءها أسئلة محيرة:  

1. ما الهدف الحقيقي وراء ادعاء الشاهد؟ هل كان يحاول استغلال القضية إعلامياً، أم أن هناك أطرافاً أخرى تقف خلفه؟  

2.لماذا استهدف عائلة المقدم تحديداً؟ خاصة أنه تواصل مع أخيه محمد مقدم ووعده بـ"كشف الحقيقة"، قبل أن ينقلب الأمر إلى فضيحة.  

3. هل هناك محاولة لطمس معالم القضية؟ خاصة مع تكرار مزاعم عن تعطيل كاميرات العبارة وغياب تسجيلات من الشركة المشغلة.  


موقف العائلة والدفاع

من جهته، أكد محمد مقدم، شقيق المختفي، في تصريحات لقناة "أنباء الريف"، أن العائلة "تثق في القضاء المغربي"، لكنها تطالب بالكشف عن مصير مروان، سواء كان حياً أو ميتاً، مشيراً إلى أن الشركة المشغلة للعبارة "تحمل مسؤولية اختفائه". كما دعا المغاربة إلى **مقاطعة الشركة** حتى تتحمل مسؤوليتها.  


تطورات متوقعة  

أجلت المحكمة الجلسة إلى الأسبوع المقبل لاستكمال التحقيقات، بينما لا تزال تحقيقات النيابة العامة جارية للكشف عن دوافع الشاهد المحتجز. وفي سياق متصل، ظهرت ادعاءات جديدة على منصات التواصل من شخص يدعى "أيمن الزاوي" زعم أنه شاهد الواقعة وتفاصيل "إلقاء مروان من العبارة"، لكن مصداقية هذه المعلومات لم تُتحقق بعد.  


استنتاج قانوني: أين تكمن الحقيقة؟ 

كمحلل قانوني، تبرز عدة فرضيات في القضية:  

- الشاهد المعتقل قد يكون جزءاً من محاولة لتفريغ القضية من محتواها أو تشويه سمعتها، خاصة مع تناقض أقواله.  

- تقصير الشركة المشغلة يظل عنصراً مركزياً، خاصة بعد فشلها في تقديم تسجيلات الكاميرات أو تفسير منطقي لاختفاء الأمتعة الشخصية للمختفي.  

- تعاون السلطات الإسبانية والمغربية ضروري لتتبع مسار الرحلة، لكن بطء الإجراءات يزيد من تعقيد القضية.  


القضية، التي تحولت إلى قضية رأي عام، تنتظر كشف المستور في الجلسات المقبلة، بينما يبقى السؤال الأكبر: أين مروان المقدم؟   

التعليقات (0)

أضف تعليقًا